الدرس النحوي بين ابن فلاح اليمني (ت680هـ) والرضيِّ الأستَراباذي (ت686هـ) في شرحيهما على كافية ابن الحاجب

الدرس النحوي بين ابن فلاح اليمني (ت680هـ) والرضيِّ الأستَراباذي (ت686هـ) في شرحيهما على كافية ابن الحاجب
لـ : محي محمد جعفر آل حيدر 
ماجستير في اللغة العربية - جامعة واسط 2017

:تقديم :: 
إنّ (الكافية ) في النحو لابن الحاجب من المتون المختصرة التي ظهرت في منتصف القرن السابع الهجري, وهي مع شدّة اختصارها قد انمازت بالإحاطة والمنهجية والاختصاص , وأنّ شروح الكافية  لاختصاصها في النحو وشمولها  معظم قضاياه تستحق الدراسة والموازنة بينها, ويعدُّ شرح رضي الدين الأستَراباذي من أهم شروح الكافية وأكملها وأفضلها  , فقد تناول مسائل النحو بالشرح والبيان والتصريح برأيه موافقا أو معترضا في هذه المسألة أو تلك ,لابن الحاجب أو غيره من النحاة .وكذلك كان ابن فلاح اليمني في شرحه للكافية إذْ  كان يمتلك عقلية فذّة واطلاعا واسعا على مسائل النحو ,وآراء من سبقه من العلماء , وقد كان ذلك واضحاً في شرحه ,  ولكن كانت الدراسات والبحوث  في شخصية ابن فلاح اليمنيّ العلمية قليلة , كذلك قلة التعريف  عموماً بالجهود اليمنية في النحو العربي , ومن المعلوم أنَّ الشارحين متعاصران في الحقبة الزمنية نفسها , مما جعل شرحيهما رافداً أساسياً من روافد الدرس النحوي بمزايا وخصائص جديدة في تلك المرحلة , وامتداداً  لحركة التأليف النحوية , وبياناً لوجهات النظر في المسائل النحوية المختلفة .
أمَّا المنهج الذي اتبعته في هذه الرسالة فهو المنهج الوصفي الاستقرائي  الذي  يقوم على الموازنة بين  شرحي المؤلفين بإيراد منهج كل منهما واسلوبها  , وماعرضاه من آراء ومسائل نحوية , ومااتفق فيه الشارحان واختلفا , وموافقة الشارحين لمذهب ابن الحاجب واعتراضاتهما عليه , واعتمد البحث على كتاب ( شرح الرضي على الكافية ) بتحقيق الدكتور يوسف حسن عمر , و( شرح الكافية في النحو ) لابن فلاح اليمنيّ تحقيق ودراسة الدكتور نصار بن محمد بن حسين حميد الدين , ومن الجدير بالذكر هنا أنَّ كتاب (شرح الكافية في النحو ) قد وصلنا محققاً  إلى نهاية باب (المبني من الاسماء),فهناك مادة كثيرة مفقودة من الشرح لدى ابن فلاح , وهي أكثر من جزأين غير محققين ,  أمّا الرّضي فشرحه لدينا كامل الأجزاء  , وعليه فالمقارنة بين انواع الشواهد وعددها في كلا الشرحين  , قد يراه بعضهم غير دقيق , ولكن المقارنة بين الشرحين بما ورد فيها من الشواهد النحوية , كافية لبيان منهج كل واحد منهما في الاستشهاد ونوع الشاهد,  واقتضت خطَّة البحث بعد جمع مادَّته أن أقسِّمه على ثلاثة فصول ، يسبقها تمهيد،ومنتهية بخاتمةٍ تضمَّنت نتائج البحث، فثبت بالمصادر والمراجع ، وملخص باللغة الإنجليزية ,  أمّا التمهيد فقد تحدثت فيه بإيجاز عن حياة ابن الحاجب وحياة كل من الشارحين : ابن فلاح اليمنيّ ورضيّ الدين الأستَراباذي .
وكان الفصل الاول بعنوان (منهج ابن فلاح في شرحه على الكافية ومنهج الرضيّ في شرحه على الكافية ومصادرهما) ضَمَّ ثلاثة مباحث :الأول : التعريف بالكتابين من حيث المنهج والاسلوب , والثاني : مادة كل شرح وقيمتها , والثالث : مصادر الكتابين .والفصل الثاني بعنوان (تطور الدرس النحوي بين ابن فلاح اليمني ورضيّ الدِّين الأسْتَراباذي)  , ضَمَّ ثلاثة مباحث : الأول: المصطلحات النحوية المستعملة عند الشارحين , والثاني : الأصول النحوية المستعملة  في شرحيهما : السماع والقياس والإجماع , والثالث : مسائل الخلاف النحوي الواردة في شرحيهما .والفصل الثالث بعنوان (موقفهما من مذاهب النحويين من حيث الاتفاق والإختلاف ) , ضَمَّ ثلاثة مباحث :الأول :مااتفق فيه الشارحان واختلفا  , والثاني : منهج الشارحين في الاستشهاد , والثالث : موافقة الشارحين لمذهب ابن الحاجب واعتراضاتهما عليه .
وقد اعتمد البحث على مصادر كثيرة من كتب النحو القديمة والمتأخِّرة والحديثة, منها : كتاب سيبويه (ت180هـ), والمقتضب للمبرّد(ت285 هـ), والأصول في النّحو لابن السرّاج (ت316هـ ) , والإيضاح في علل النّحو للزجّاجي(ت337هـ)، والُّلمع في العربية لابن جنّي(ت392هـ) ,وشرح الكافية الشافية لابن مالك (ت672ه) ,وشرح قطر الندى وبل الصدى لابن هشام الانصاري (ت761ه) ,وشرح التصريح على التوضيح للأزهري (ت905ه), وفي النحو العربي نقد وتوجيه للدكتور مهدي المخزومي , والشاهد واصول النحو في كتاب سيبويه للدكتور خديجة الحديثي , ومعاني النحو للدكتور فاضل السامرائي ,ومن كتب  معاني القرآن وإعرابه : كتاب معاني القرآن للفراء(ت207هـ) ومعاني القرآن للأخفش الأوسط (ت215ه).



إرسال تعليق

0 تعليقات